السلام عليكم
مراجعة الفيلم النادر: "Breathless" بلا نفس ❤❤
معلومات عامة عن الفيلم:
العنوان الأصلي: 똥파리 (أو Ddongpari، والتي تعني "ذباب البراز" بالكورية، ولكن يُشار إليه عالميًا باسم Breathless).
النوع: دراما - اجتماعي - مستقل.
سنة الإصدار: 2008 (العرض الأول في المهرجانات) و2009 (الإصدار العام).
مدة الفيلم: 130 دقيقة.
اللغة: الكورية.
المخرج والكاتب: يانغ إيك-جون (Yang Ik-Joon)، الذي قام أيضًا ببطولة الفيلم.
الإنتاج: فيلم مستقل بميزانية منخفضة.
الجوائز:
حصل على أكثر من 23 جائزة في المهرجانات الدولية، بما في ذلك مهرجان روتردام السينمائي الدولي، ومهرجان لاس بالماس الدولي.
فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان "Deauville Asian Film Festival".
القصة الرئيسية:
Breathless يتناول حياة سانغ هون، رجل بالغ يعمل كبلطجي في تحصيل الديون لصالح شركة صغيرة. نشأ سانغ هون في عائلة تعاني من العنف الأسري، حيث كان والده مسؤولاً عن مقتل والدته وأخته في طفولته. هذه الحادثة تركت سانغ هون مليئًا بالغضب والكراهية، ليصبح إنسانًا عنيفًا لا يعرف سوى لغة القبضات.
في أحد الأيام، يلتقي سانغ هون بـ ييون-هي، طالبة ثانوية شجاعة تعيش حياة معقدة. ورغم بداية علاقتهما بالتصادم، تنشأ بينهما علاقة غير متوقعة، حيث يجد كل منهما في الآخر متنفسًا للهروب من آلام الواقع.
القصة تتطور حول كيفية مواجهتهما للعنف، سواء في حياتهما أو في مجتمعهما، وكيف أن العلاقة بينهما تُحدث تأثيرًا عميقًا على كل منهما.
الشخصيات الرئيسية:
1. سانغ هون (Yang Ik-Joon):
رجل غاضب دائمًا، يعاني من ماضٍ أسري مظلم.
يتعامل بعنف مفرط مع الآخرين، سواء في عمله أو حياته الشخصية.
رغم قسوته، يظهر في داخله رغبة دفينة للهروب من هذا الواقع.
2. ييون-هي (Kim Kkobbi):
طالبة ثانوية قوية الشخصية رغم حياتها الصعبة.
تتحمل مسؤولية عائلتها منذ وفاة والدتها.
أخوها الأكبر يُسيء معاملتها ويستغلها ماليًا، بينما والدها يعاني من اضطرابات عقلية.
3. والد سانغ هون (Park Jung-Soon):
رجل تسبب في تدمير عائلته بممارسته للعنف.
خرج من السجن بعد قضاء 15 عامًا، لكنه يعاني من رفض ابنه.
4. يونغ-جاي (Lee Hwan):
شقيق ييون-هي الأكبر، شخصية عنيفة ومتسلطة، يعكس دور الرجال السلبي في عائلته.
5. ابن أخت سانغ هون:
طفل صغير منطوي، يجد في سانغ هون شيئًا من الدعم، رغم تصرفاته العنيفة.
مواضيع الفيلم:
1. العنف الأسري وآثاره:
يُظهر الفيلم كيف يمكن للعنف أن يمتد عبر الأجيال، ويؤثر على كل جانب من حياة الأفراد، مما يجعلهم ضحايا ودُعاة للعنف في الوقت ذاته.
2. العلاقات الإنسانية:
العلاقة بين سانغ هون وييون-هي تكسر الصورة النمطية، حيث تُظهر أن حتى الأشخاص المحطمين يمكنهم إيجاد الأمل في الآخرين.
3. الذكورية السامة:
ينتقد الفيلم الأدوار الذكورية التقليدية وتأثيرها على الرجال والنساء في المجتمع الكوري الجنوبي.
4. الأمل والخلاص:
رغم كل السواد في القصة، يُبرز الفيلم فكرة أن التغيير ممكن إذا واجه الأشخاص أنفسهم وماضيهم.
أسلوب الإخراج:
ميزانية منخفضة:
رغم محدودية الموارد، نجح المخرج يانغ إيك-جون في خلق عمل سينمائي مميز ومؤثر.
الواقعية:
اعتمد الفيلم على أجواء واقعية، حيث تم تصوير معظم المشاهد في أحياء فقيرة ومتواضعة.
الحوار:
اللغة المستخدمة عنيفة وصريحة، مما يعكس البيئة الحقيقية للشخصيات.
التمثيل:
قدم الممثلون أداءً طبيعيًا وغير متكلف، مما جعل الشخصيات تشعر وكأنها حقيقية.
الإنتاج والخلفية:
يُعتبر الفيلم مشروعًا شخصيًا للمخرج يانغ إيك-جون، الذي كتب القصة بناءً على تجارب شخصية وشهادات من مجتمعه.
استغرق التصوير حوالي شهرين، وتم تمويله جزئيًا من المدخرات الشخصية ليانغ.
جوائز ومراجعات الفيلم:
الجوائز:
جائزة لجنة التحكيم الكبرى - مهرجان روتردام السينمائي الدولي.
جائزة الجمهور - مهرجان لاس بالماس الدولي.
جائزة أفضل ممثل (يانغ إيك-جون) - مهرجان سينما شرق آسيا.
آراء النقاد:
أشاد النقاد بالفيلم لجرأته في معالجة موضوع العنف الأسري وتأثيره النفسي.
حصل الفيلم على تقييمات عالية عالميًا، وتم وصفه بأنه "رؤية مؤلمة للحياة الحقيقية."
حقائق مثيرة:
المخرج يانغ إيك-جون لم يكن فقط مخرجًا وكاتبًا للفيلم، بل قام بتمثيل دور البطل أيضًا.
الفيلم تلقى تمويلاً محدودًا لكنه حقق نجاحًا كبيرًا في المهرجانات الدولية.
حاز الفيلم على إعجاب خاص لجرأته في مناقشة العنف الأسري بأسلوب واقعي دون مبالغة.
رسالة الفيلم:
Breathless ليس مجرد فيلم عن العنف؛ إنه دعوة للتأمل في دورنا كمجتمع في كسر دوائر العنف.
كما يُظهر كيف يمكن للصداقة، حتى في أحلك الظروف، أن تصبح وسيلة للخلاص والأمل.
في زقاق مظلم ومزدحم بأصداء الخطوات الهادئة وصيحات الباعة المتجولين، وقف سانغ هون ينظر إلى انعكاس صورته في بركة ماء ملوثة على جانب الطريق. تلك العيون التي تلمع بالغضب واليأس تحكي حكاية رجل عاش حياة مليئة بالصراعات، بين الماضي الثقيل والواقع المرير. في زاوية قريبة، كانت ييون-هي تمسك بحقيبتها المدرسية وتتابع المارة بنظراتها الحزينة، التي تخفي قوة داخلية تنبع من قلب عانى وأحب، رغم كل شيء. في تلك اللحظة القصيرة، تلاقت الأرواح المتعبة وسط عالم لا يرحم، وبدأت قصة عن الألم، والصمود، والبحث عن الخلاص وسط دوامة لا تنتهي من العنف والأسى.
سانغ هون (يانغ إيك-جون) ليس رجلاً يمكن وصفه بالراقي أو المهذب. فمع ميله العميق للعنف، وجد في عمله كبلطجي مستأجر لدى شركة تحصيل ديون ما يشبه النداء أو الرسالة. حيث يُطلب منه إيذاء أولئك الذين يدينون بالمال لرئيسه ولكنهم عاجزون عن الدفع. وحتى عندما لا يكون في العمل، فإنه يطلق العنان لغضبه باستخدام قبضتيه ولسانه، موزعًا الإساءة الجسدية واللفظية – وغالبًا معًا – على كل من يتجرأ (من وجهة نظره) على قول أو فعل شيء لا يروق له. في الواقع، يكاد يكون الوقت الوحيد الذي لا يشتم فيه سانغ هون أو يضرب أحدًا هو عندما يكون منشغلاً بالبصق في الشارع، وحتى هذا يورطه في مشادة مع الطالبة ييون-هي (كيم ككوبي، أو المعروفة أيضًا باسم كيم ككوت-بي)، عندما يبصق عليها عن طريق الخطأ أثناء مروره بجانبها. لكن ييون-هي، وهي فتاة ذات شخصية قوية، تواجهه بفعلته وينتهي بها المطاف ملقاة على الأرض بعد أن تلقت ضربة. مع ذلك، طبيعتها الجريئة ترفض السماح لسانغ هون بالإفلات بما فعله، وبعدما تستعيد وعيها تطالبه بالتعويض، ورقم جهاز النداء الخاص به (إذ أنه لا يملك حتى هاتفًا محمولًا)، ووعد بأن يصلح خطأه. يوافق على مضض (إذ شعر بشيء من الإعجاب بجرأتها)، وشيئًا فشيئًا يبدأ الاثنان في التقارب...
سانغ هون وييون-هي ينحدران كلاهما من خلفيات مفعمة بالاضطراب، حيث يتسلل العنف إلى حياتهما اليومية ويؤثر فيها بعمق. ولهذا، يمكن اعتبار صداقتهما بمثابة رابطة بين روحين مثقلتين بالجراح.
تبدأ ييون-هي في إحداث تغيير جذري في حياة سانغ هون. في البداية، يظهر سانغ هون كرجل عالق في دائرة من العنف والكراهية، لكن بفضل تحدي ييون-هي وتصميمها على التمسك بكرامتها، يبدأ في رؤية العالم من منظور مختلف. تتجلى هذه الديناميكية في لحظات عديدة حيث تُظهر ييون-هي أن الحب والصداقة يمكن أن يكونا بديلاً عن العنف. من خلال دعمها وإصرارها، تنجح في إدخال بعض الأمل إلى قلب سانغ هون المتجمد، مما يتيح له أن يتجاوز حالة الانغلاق التي عاش فيها لفترة طويلة.
شهد سانغ هون في طفولته موت أمه وأخته، وهي مأساة تسبب بها والده، مما ترك ندوبًا نفسية وعاطفية عميقة منعت أي مشاعر سوى الكراهية من التسلل إلى قلبه. عاد والده إلى المنزل بعد أن قضى 15 عامًا في السجن، ليصبح تذكيرًا دائمًا لكل ما يكرهه سانغ هون. وعلى الرغم من محاولات من حوله لإقناعه بمنح والده (الذي أصبح الآن رجلًا محطمًا ومهشّمًا) بعض الاهتمام والرعاية، إلا أن سانغ هون لم يستطع مسامحته واختار بدلاً من ذلك أن يوجه جهوده لإيذائه ومشاهدته يعاني. كانت العلاقة الإيجابية الوحيدة التي احتفظ بها سانغ هون قبل لقائه بييون-هي هي مع ابن أخته، وهو طفل منطوي ومضطرب أيضًا، ورغم محاولات أخته غير الشقيقة للتقرب منه وجعله جزءًا من العائلة، فإنه دائمًا ما كان يسعى لإبقاء الجميع على مسافة منه.
.jpg)
وبالمثل، فقدت ييون-هي والدتها عندما كانت طفلة صغيرة. والدها، وهو أحد المحاربين القدامى في حرب فيتنام، يعاني من مرض (غير مسمى) ويعيش في حالة من الوهم بعد أن أقنع عقله المضطرب بأن زوجته لم تمت بل هربت مع رجل آخر. شقيق ييون-هي، يونغ-جاي (لي هوان)، هو شاب متسرب من المدرسة بلا عمل ويزداد عنفًا يومًا بعد يوم، موجهًا غضبه وتنمره نحو ييون-هي بشكل رئيسي ومطالبًا إياها بالمال بشكل شبه يومي. رغم كرهها لواقعها، لم يكن لدى ييون-هي خيار سوى أن تصبح شخصية الأم في أسرتها منذ وفاة والدتها، لتعتني بعائلة تعاملها وكأنها مجرد خادمة. إلا أن صداقتها المتنامية مع سانغ هون بدأت تزرع بذرة أمل في داخلها، بأن هناك ربما مستقبلاً أفضل ينتظرها. وأصبح الوقت الذي تقضيه مع سانغ هون وسيلة للهروب المؤقت من دائرة العنف المحيطة بهما، بينما ينتظران تلك الحياة الأفضل التي يتوقان إليها بشدة.
لكن للأسف، لا يعلم كل من سانغ هون وييون-هي أن ماضيهما مرتبط بالفعل بأحداث عنيفة، وأن تلك الأحداث ستعود لتلقي بظلالها على مستقبليهما بآثار كارثية.
تُعد مواضيع الخلل الأسري والعنف من المحاور المتكررة في السينما الكورية الجنوبية، ولكن نادرًا ما تُصوَّر بتشابك عميق ومؤلم كما هو الحال في فيلم Breathless. حتى الأفلام التي تتناول هذه القضايا تميل عادةً إلى مناقشتها من زاوية تأثيرها على الحاضر فقط، مع إغفال الدوائر العنيفة المتصاعدة التي تمتد عبر الأجيال. في مجتمع تاريخيًا بطريركي مثل كوريا، تأتي الجرأة في تصوير العنف الذي يحيط بجميع شخصيات Breathless كنتيجة للأفعال الذكورية، من الماضي وحتى الحاضر، مع تأكيده على الاستمرار في المستقبل، مما يجعل الفيلم يصدر بيانًا جريئًا ومثيرًا للجدل يعكس واقعًا ملموسًا في أي مجتمع. وما يميز Breathless أنه يتجنب الحلول المفبركة أو النهايات السعيدة المغطاة بالسكر التي تميل إلى الانتشار في الأفلام السائدة في العديد من البلدان الأخرى.
.jpg)
لا يعظ Breathless بمواضيعه ولا يقدم إجابات واضحة للقضايا التي يناقشها، ولكن تلك الإجابات تتجلى بوضوح في السياق الخفي للفيلم، والأسباب الكامنة لا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال. فالعنف يولّد العنف، وبمجرد أن يبدأ، يمكن أن يتضخم مثل كرة الثلج، ليبتلع ويدمر حياة كل من يقترب منه.
الفيلم متواضع الميزانية بلا خجل، ولكن هذا يخدمه بشكل مثالي، حيث يضفي على العمل إحساسًا بالكآبة يتناسب تمامًا مع شخصيات تعيش حياة مظلمة ومحبطة. ومع ذلك، فإن القيود المالية لم تتسبب بأي مشاكل بصرية أو سمعية؛ في الواقع، المشاهد الوحيدة التي تبدو بوضوح متواضعة الميزانية هي تلك التي يظهر فيها سانغ هون وييون-هي مستمتعين بوقتهما (غالبًا مع ابن أخته سانغ هون)، ولا يسع المرء إلا أن يشعر أن هذا متعمد، مما يجعل أهمية تلك اللحظات أكثر بروزًا. كما أن هذه المشاهد تخلو من الأصوات بشكل كبير باستثناء نغمات جيتار واحدة، ويمكن اعتبار ذلك تجسيدًا لسانغ هون نفسه: عندما يكون مع الأشخاص الذين بدأ يهتم بهم، يشعر ولو جزئيًا بالسلام (وصوته الداخلي الهادر صامت)، أما الشتائم والصراخ والبصق التي تملأ الأوقات الأخرى فتأتي نتيجة ردود الفعل السلبية على المواقف العنيفة. فالعنف صاخب وقاسٍ، بينما الحب متناغم وهادئ، إن صح التعبير.
الأدوار التي يؤديها سانغ هون (يانغ إيك-جون)، وييون-هي (كيم ككوبي)، وشقيقها يونغ-جاي (لي هوان)، وابن أخت سانغ هون، تعد من بين الأدوار الأكثر أهمية في فيلم Breathless. كل أداء في هذا الفيلم كان مثالياً، ومن الصعب للغاية تفضيل أداء على الآخر. حيث نجحت كل شخصية رئيسية في تجسيد الشخصية المعنية بشكل كامل، ما أضفى واقعية ومصداقية تامة على العمل، مما جعله يحقق العدالة الكاملة لهذا الفيلم المذهل.
التدوين بواسطة مدونة تقرير دراما
Taqrirdrama.com
فايتنــــــــــــــــــــــــــــــــغ ✊🏻
المراجعة بواسطة هيرو
مدون ومبرمج بلوجر أقوم بعمل مراجعات شاملة للأعمال الدرامية بما فيها الدراما اليابانية والكورية وتشمل أيضا الأنمي التي شاهدتها
التعليقات:
إرسال تعليق